“وصّل هالبنت العاجزة على بيتها” .. هذا ما قاله الرجل لسائق الميكروباص يومها!
هل يعقل أن يُطلقَ عليّ لقب عاجزة وأنا عائدةٌ من جامعتي؟
“عاجزة” وقد نهضت في السادسة صباحاً وقطعت 50 كيلومتراً من بيتي إلى الجامعة ذهاباً، وركبت ثلاث وسائل نقل مختلفة، وسط نظرات الاستغراب من الركاب كيف أن شخصاً مثلي من ذوي الإعاقة الحركية يستخدم المواصلات المزدحمة!
هل كانوا يتوقعون مني أن أخجل وأشعر بالحزن، أو أن أنطوي وألغي كل طموحاتي؟! وأنا التي واجهت بكل قوة مواقف كثيرة كانت تدفعني نحو الانهزام.
لكن الغريب أن تستجمع كل قواك وتقرر ألا تستسلم متخطياً كل التفاصيل الصعبة، ثم يأتي من يطلق عليك صفات ومصطلحات مزعجة مثل “عاجز، مقعد، معاق، …” والكثير من الكلمات التي يطلقونها عبثاً ولا يلقون بالاً لمعناها أو تأثيرها علينا.
ربما أمتلك القوة لأتخطاها، لكن غيري قد تؤثر في نفسه كثيراً وقد تغير له مجرى حياته! ربما كان يستجمع قواه ليواجه ويكمل طريقه، فتأتي تلك الكلمات وتكون السبب في تراجعه وشعوره بالإنكسار.
العجز حسب تعريفي هو أن تكون كل الظروف ملائمة ولا تتعلم، وأن تكون الدروب مفتوحة أمامك ولا تخوضها، والبيئة مجهزة لك ولا تنهض، وأن تقف مكانك وأنت تستطيع تسلق القمم.
إن الدعم النفسي والمعنوي للأشخاص ذوي الإعاقة هي من أهم الأشياء التي تعيرها الدول المتقدمة اهتماماً وأولوية، وتقيم لأجلها الندوات والأنشطة التي تساهم في توعية المجتمع، لتعطي الأشخاص المعوقين دافعاً وأملاً وإيماناً أكثر بأنفسهم، وتحفزهم على الاندماج في المجتمع وأخذ مكانهم فيه..
ثم تأتي أنت وغيرك وتصفنا بـ “العجز”!
كتابة: إيناس حورية