في الوقت الذي يمارس فيه الناس الأصحاء الرياضة لتعديل مزاجهم أو شد عضلاتهم قبل موسم الصيف مثلاً، تكون الرياضة في حياة الشخص المعوق ذات وظيفة مختلفة كلياً.
يُفكر الشخص من ذوي الإعاقة في جسده بطريقة مغايرة عمن حوله، ففي الوقت الذي لا يرى الناس منه سوى العضو المصاب والمتضرر، يكون هو منشغلاً بكل العضلات والأجزاء الأخرى التي ما زالت سليمة وقادرة على أداء مهامها، وبالتالي تصبح الرياضة الطريقة المُثلى للاعتناء بالجسد وتقوية تلك الأجزاء المهملة.
بهذا المعنى، الرياضة هنا ليست ترفاً بل حاجة جسدية أساسية تضمن استقلالية الشخص من ذوي الإعاقة وقدرته على تأمين حاجاته الأساسية والاعتناء بنفسه إلى أبعد درجة ممكنة، فالاستثمار المُبكر في هذا النوع من الرياضات يساعد في تخفيض كلف الطبابة والعناية الصحية عند التقدم في العمر.
التجربة تقول أن «رياضة المعوقين» هي الوسيلة الأهم التي يستطيع عبرها الشخص المصاب الشعور بالتكافؤ مع أقرانه والتعرف على أشخاص يشاركونه همومه ومشاكله، وبالتالي تغيير مزاجه ورفع معنوياته بعد العزلة الاجتماعية التي قد يكون غارقاً بها.
ألعاب مثل كرة السلة كراسي، كرة الطاولة للمقعدين، رفع الأثقال، السباحة وألعاب القوى وغيرها، تساهم في تطوير المهارات الحركية وكيفية استعمال الكرسي المتحرك، مع تمرين العضلات السليمة وتنشيط الدورة الدموية، وبالتالي التخفيف من الآلام والاعتماد على الأدوية.
أما على المستوى النفسي فهذه الرياضات تُشكل فرصة مثالية لتحقق الذات واستعادة الثقة بالنفس وتحسين التواصل مع الأخرين، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التركيز والتذكر والتنظيم وأخذ القرار خلال المباريات الجماعية.
لذا ننصحك إذا كنت من ذوي الإعاقة وقادراً على التنقل، أن تبحث عن أقرب مركز رياضي في منطقتك لتنضم إليه، سواءٌ أكان نادياً متخصصاً برياضة المعوقين الجماعية أو الفردية، أو أي نادٍ مجهز ليستقبلك وتتدرب فيه. غامر بالتجربة وستجد أن الحياة أصبحت مختلفة بشكل كبير!