نشأت لغة البرايل (وهي نظام قراءة وكتابة يستعمله الكفيف بالاعتماد على اللمس) على يد ضابط في الجيش الفرنسي بطلب من القائد نابليون بونابرت، بهدف السماح للجنود الفرنسيين بالتواصل بصمت في الليل دون الحاجة لمصدر إنارة.
تكوَّنت اللغة حينها من مجموعات من 12 نقطة نافرة تُرمز ل 36 صوتاً مختلفاً، لكن نظام الترميز هذا كان صعباً للغاية على الجنود، فلم يتمكنوا من التعرف على الأحرف عن طريق اللمس، ورفض الجيش استخدامه في نهاية المطاف.
إلى أن جاء المخترع الفرنسي ‘لويس برايل’ الذي فقد بصره في بداية طفولته، وحدد عيبين رئيسيين في أسلوب الترميز هذا: الأول تعبيره عن الأصوات فقط دون القدرة على التعبير عن كل الكلمات، والثاني عدم استطاعة الإصبع البشري لمس الرمز المكون من 12 نقطة بالكامل دون تحريك، وبالتالي لا يمكن الانتقال سريعاً من رمز إلى آخر.
فكان الحل الذي اقترحه ‘برايل’ هو استخدام رموز مكونة من ست نقاط فقط، وتعيين نمط ترميز خاص لكل حرف من حروف الأبجدية. ثم سرعان ما طُورت اختصارات عديدة وتأسست طرق ترميز جديدة لتشمل باقي اللغات والأبجديات، لتصبح لغة البرايل نظاماً مستقلاً للكتابة والقراءة يعتمده المكفوفين وضعاف البصر في كل مكان.
يتضائل اليوم الاعتماد على هذه اللغة بسبب التكاليف المرتفعة لطباعة الكتب النافرة، وأيضاً بسبب التطور التكنولوجي وتوفر برامج قارئ الشاشة وغيرها من الأدوات المساعدة، لكن بعض الدول بدأت بطباعة أرقام برايل نافرة على الأوراق النقدية ليتمكن للمكفوفين من تحديد المبلغ المطلوب بسهولة.
يُعتبر الرابع من كانون الثاني/يناير والذي يوافق يوم ولادة ‘لويس برايل’ هو اليوم العالمي للغة برايل، للاحتفاء والتذكير بالمكفوفين وقضاياهم.