“كنت طالباً في الثالث الابتدائي، حين بدأ ضعف بصري يعيقُني عن الدراسة؛ كانت إحدى المعلمات تتأفف مني وتشتكي دوماً من ضعف قدراتي بطريقةٍ تؤثر في نفسي سلباً، حتى كرهتُ المدرسة والطريق الواصل إليها. ”
يروي ممدوح ديبو فصولاً من معاناته آنذاك كطفلٍ ضعيف البصر، يضيف: “نقطة التحول عندما جاءتنا معلمةٌ جديدة، منحتني قدراً كبيراً من الاهتمام، باتت تحفّزني وتشجعني بشكل دائم، وترافقني كل يوم من وإلى المدرسة، لقد غيرت هذه السيدة حياتي، وحبّبتني بالعلم حتى أصبحت مدرّساً مثلها.”
يعمل ممدوح الآن بالإضافة إلى كونه موظفاً في مديرية التربية في محافظة طرطوس، كمدرّس لغة عربية في صفوف خاصة، فهو حاصل على إجازة في الآداب، قسم اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1997.
فقد ممدوح بصره بشكلٍ نهائي في سن الثامنة عشرة تقريباً، قبلها كان قادراً على الإبصار بدرجة محدودة حتى تلاشت هذه القدرة مع تقدمه في العمر، بسبب إصابته بمرض العشى الليلي.
أكثر ما يزعجه هو استخفاف الآخرين بقدراته، يقول معاتباً: “يستغرب كثيرون ذهابي إلى العمل، ممارستي لهوايات وزيارتي لفعالياتٍ ثقافية، ويعتقدون أن عليّ العيش دوماً في الظلام، وكأن إعاقتي البصرية تعني حجباً لكل معاني الحياة، ولا يستوعبون أننا أحياناً نرى أكثر مما يراه المبصرون.”
يختم ممدوح حديثه بقائمة من التوصيات حول كيفية التعامل مع الشخص المكفوف، تم تجميعها في الصور المرفقة.
تم انجاز هذا العمل بالتعاون مع مؤسسة Maharat Foundation ، ضمن مشروع “نحو إعلام أكثر تنوعاً” بدعم من السفارة الكندية في لبنان.