نحنا كأشخاص نرتدي أطرافاً اصطناعية لا شك أننا نشعر بالقرب من رابطة وتجمع “كارهي فصل الصيف”، رغم اختلاف أسباب الكراهية عند كل شخص مننا!

ولكن دعني أوضح لك عزيزي/تي القارئ/ة لماذا تتعاظم معاناتي خلال هذا الفصل الغليظ من السنة؟ أنا حسام، شاب ثلاثيني، فقدت قدمي منذ كنت صغيراً، لأستعيض عنها بطرف اصطناعي سفلي منذ ما يقارب 20 عاماً.

خلال الفترة الأولى من ارتداء الطرف الاصطناعي يدخل الشخص ضمن مجموعة من العمليات المعقدة، أولها الألم المصاحب لحالة تكيف القدم المبتورة مع الطرف الجديد، ومن بعدها الاعتياد على هذا الجزء المضاف إلى الجسم، ثم مرحلة التوازن والمشي والحركة. ثم إذا حصل حادثٌ غير متوقع كارتطام القدم بالرصيف بقوة، فقد يحتاج الشخص للذهاب مجدداً إلى العيادة لإعادة “دوزنة” الطرف من جديد!

من ميزات الأطراف الاصطناعية شتاءً أنها وسيلة تدفئة لا مثيل لها، لكن مصدر الدفء هذا يتحول في الصيف إلى فرن يشوي القدم بطريقة أقرب إلى جلسات التعذيب، والسبب هو طبيعة المواد المستخدمة في صناعة تلك الأطراف، بالإضافة إلى قطع القماش والسيلكون التي يجب ارتدائها فوق بعضها، والتي تحبس الحرارة بشكل لا يطاق.

لا أنفي صراحة مقولة الأطباء الدائمة لي بأن قدمي حساسة، وارتداء الطرف يزيد من معاناتي، ولكني حقاً وبعد كل هذه السنوات لم أستطع تقبل تلك الحرارة التي تتشكل عند مكان اتصال الطرف الاصطناعي بقدمي المبتورة.

وهكذا يتحكم بي “ميزان حرارة الجو” ويفرض عليّ إعادة ترتيب حياتي وتفضيلاتي وجدولي الزمني، ليمنعني من القيام بأي نشاط حركي أو عضلي طوال النهار، ويجنبني الخروج من البيت والسير تحت الشمس ولو كنت مضطراً للذهاب إلى العمل!

لذلك لا تتعجبوا كرهي للصيف، أنا الرجل الذي يحمل فرناً في قدمه، ويقيم حفلة شواء لطرفه السفلي كلما اشتد الصيف وارتفعت حرارة السماء!