تنتشر الأخبار المضللة أو الكاذبة خلال الكوارث والأزمات بشكل واسع جداً، ويكون هنالك مساحة كافية لحدوث عمليات احتيال تستثمر في الفوضى واندفاع الناس!
وهذا ما حصل خلال الأيام اللاحقة للزلزال الذي ضرب مناطق عدة في كلٍ من تركيا وسوريا، حيث انتشرت العديد من المواقع والحسابات الوهمية التي اتخذت صفة مواقع إخبارية وقامت ببث مُكثف لأخبار وقصص إنسانية كاذبة، بهدف جذب تعاطف الجمهور وحثهم على تقديم التبرعات لها.
وقد تكون فئة الأشخاص من ذوي وذوات الإعاقة عرضة لعمليات احتيال رقمي مُحتملة، أو ضحية أخبار وقصص كاذبة أو مضللة تثير الرعب والخوف في النفوس، لذلك هنالك العديد من الخطوات والإجراءات الخاصة بالسلامة والحماية الرقمية التي يمكنك اتباعها لحماية نفسك من الاختراق، أو للتحقق من صحة المنصات قبل متابعتها والتفاعل معها.
طلب أو تقديم المساعدات
قد تصلك رسائل من حسابات وهمية تدّعي أنها منظمات أو مؤسسات أو مبادرات أهلية هدفها تقديم المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة من متضرري الزلزال، أو قد تستهدفك هذه الرسائل دون غيرك كونك صاحب إعاقة، فماذا يجب أن تفعل؟
1) عدم التفاعل مع الرسائل المرسلة من حسابات وهمية والتي تطلب منك التبرع لصالح ذوي الإعاقة، فهنالك منظمات ومؤسسات ومبادرات موثوقة بإمكانك البحث عنها والتبرع من خلال صفحاتها ومواقعها الرسمية. الجهات الموثوقة عادة لا تقوم بالتواصل من حسابات وهمية، وغالباً لا تقوم بإرسال رسائل خاصة تستهدف فيها الأفراد على حدة!
2) في حال عرّفت الجهة المرسلة لطلب التبرع أو المساعدة عن نفسها بأنها مبادرة غير رسمية من أفراد المجتمع المحلي، تأكد من موثوقيتها من خلال حساباتها على بقية مواقع التواصل الاجتماعي. قم بطرح الأسئلة التالية: ما هي الأماكن التي تتواجد فيها هذه المبادرة؟ من هم الأشخاص الذين يقومون بإدارة هذه المبادرة وما هي الأنشطة المنفذة سابقاً؟ يمكنك دوماً الاستفسار عنها ضمن محيطك.
3) لا تقم بإرسال معلوماتك وبياناتك الشخصية لأي جهة أو شخص غير موثوق، واستفسر دوماً عن الشخص الوسيط المُرسل، وفي حال التأكد من وقوعك ضحية احتيال رقمي أو ابتزاز الكتروني، اتبع الخطوات المتوفرة في هذا المقال، كما بإمكانك اللجوء للقضاء ورفع دعوى إن كان هذا الأمر متاحاً في مكان إقامتك.
خلال كارثة الزلزال وفقدان بعض النساء والفتيات لأجهزتهن الشخصية مثل الهاتف المحمول، انتشرت عدة حسابات وهمية تتداول وتنشر صور شخصية لهن ضمن مجموعات مغلقة بغرض التشهير والابتزاز، في حال تعرضتِ شخصياً أو صادفكِ منشور يشهّر بالنساء أو الفتيات اتبعي الخطوات التالية.
تجنب المعلومات المضللة
قد لا تكون عمليات الاحتيال الرقمي هدفها الحصول على مساعدات مالية أو عينية بشكل مباشر، بل تهدف إلى زيادة أعداد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، أو الحصول على معلومات وبيانات شخصية واستغلالها لاحقاً لأغراض التشهير والابتزاز الرقمي. يشرح هذا المقال أهم الأدوات التي تساعدك على تمييز المعلومات الخاطئة والمضللة. كما يمكنك القيام بالخطوات التالية:
1) تحقق من الخبر أو القصة أو الصورة في أكثر من وسيلة إخبارية وإعلامية موثوقة، وإن لم تكن موجودة على أي منها، قم بتجاهلها والحد من انتشارها.
2) تفحص مكونات الصورة بدقة، هنالك العديد من الصور التي يتم كشف زيفها من خلال بعض العلامات، مثل يافطة طرقية أو لباس أحد العاملين وغيرها، المقال التالي يوفر شرحاً وافياً لخطوات التحقق من تزييف الصور ومقاطع الفيديو.
3) احذر من النصائح والتعليمات التي يتم تناقلها بشكل فوضوي حول كيفية التصرف في حال حدوث زلزال لا سيما إن كنت من ذوي الإعاقة، فهنالك مواقع وصفحات موثوقة تقدم لك الإرشادات عن طريق خبراء وخبيرات في هذا المجال.
4) حاول الابتعاد قدر الإمكان عن مواقع التواصل الاجتماعي لحماية نفسك من التدفق غير المنضبط للأخبار والقصص المأساوية، وأيضاً لحماية صحتك النفسية وتخفيف الارتباك أو الخوف.
أخيراً يمكنك الاستفادة من الدليل التالي الذي يوفر معلومات حول كيفية حماية حساباتك الشخصية من خلال تفعيل ميزة “التحقق بخطوتين”، كما يمكنك التعرف أكثر على كيفية التحقق من المعلومات التي تشك في صحتها من خلال هذا المقال.
وفي حال تعرضتَ/تِ لأي شكل من أشكال العنف الرقمي، مثل: التهديد، الابتزاز، التشهير، السيطرة على حساباتك، أو اختراقها، يمكنك التواصل مع فريق سلامتك وطلب المساعدة في أي وقت.
اعداد: هند الشيخ علي